الصغیرة وفاء وقضیة النظّارة | ||
الصغیرة وفاء وقضیة النظّارة اسراء شکری عندما عادت وفاء – فی أحد الأیام – من المدرسة، فتحت کتاب العلوم لتأدیة واجبها المدرسی، إلا إنها انتبهت – بعد لحظات – الى إن عینیها تؤلمانها وتحرقانها، وحین علمت أمها بمشکلة ابنتها، اصطحبتها الى طبیب العیون. قال طبیب العیون، بعد أن فحص عینی وفاء: ابنتی العزیزة، أصبحت عیناک ضعیفتین، ولذلک لم تستطیعی قراءة کلمات دروسک بصورة صحیحة. اذن ینبغی من الآن فصاعداً، أن تضعی نظارات حتى یکون بإمکانک رؤیة الاشیاء بشکل جید وواضح. بعدها توجهت وفاء بصحبة أمها الى بائع النظارات. انتخب البائع، نظارة مناسبة لوفاء، وقال: ستکون نظارتک – بعد یومین – جاهزة، لکی تقرأی وتکتبی بصورة أفضل. تسلمت وفاء – بعد یومین– نظارتها، وذهبت – لأول مرة – الى المدرسة بهیئة جدیدة. تعجبت صدیقات وفاء حین شاهدنها تضع نظارة على عینیها، وقالت لها بعضهن باسلوب ساخر: وفاء أم النظارات!! وحین کتبت المعلمة على اللوحة: أ ... ب ... مثل أب ... عرفت وفاء – لأول مرة – إن عینیها أصبحتا جیدة وبمقدورها أن ترى الحروف والکلمات بکل وضوح. على ان وفاء، اغتاظت واغتمت کثیراً، لما علمت ان بعض الطالبات یسخرن منها، وقرّرت أن لاتضع النظارة بعدها أبداً. وعندما خلعت وفاء نظارتها فی المنزل، بعد أن سخرت منها رفیقاتها فی المدرسة، أخذت عیناها تؤلمانها، فنصحتها أمها باعادة لبس النظارة لأنها مفیدة جداً لعینیها. بقیت وفاء ثلاثة أیام لاتلبس النظارة، وحین عادت من المدرسة فی أحد الأیام، واتجهت نحو الحوض لرؤیة السمک الملّون، اصطدمت قدمها بصخرة کانت أمامها، فسقطت على الارض، فتمزق سروالها وتألمت قدمها کثیراً. بعد الغروب، فتحت وفاء کتابها ودفترها لکی تؤدی واجبها المدرسی، إلا ان عینیها کانت تؤلمانها ولم تستطع أن تقرأ جیداً، فاتجهت نحو الشباک لتتطلع الى أوراق الشجرة الصفراء المتساقطة على الأرض، فلم تستطع أن تنظر جیداً. ذهبت وفاء فی الیوم التالی الى المدرسة، املاؤها کان ملیئاً بالأخطاء، وعندما عرفت المعلمة ان سبب خلع وفاء لنظارتها، هو استهزاء التلمیذات منها، قالت: کل عضو من أعضاء بدننا، هدیة إلهیة، لذا یجب ان نحافظ علیها حتى تبقى سالمة من الامراض والعاهات. وبعد أن سمعت وفاء نصیحة معلمتها، قررت أن تلبس نظارتها على الدوام. ولما علمت الأم بأن ابنتها وفاء ارتدت نظارتها مرة أخرى، فرحت کثیراً، وقالت: عندما تضعف عین الانسان، یجب ان یضع نظارة علیها، حتى ینظر جیداً، ولکی لایزداد ضعفها، ومنذ ذلک الوقت إستمرت وفاء بارتداء النظارة، حیث أصبحت تضحک مسرورة ولاتلتفت إلى احادیث التلمیذات وأقوالهن الجارحة. | ||
الإحصائيات مشاهدة: 2,762 |
||