من زرع الرحمة فی نفوس الآباء والأمهات؟ | ||
من زرع الرحمة فی نفوس الآباء والأمهات؟ فاطمة الحسناوی أرأیت اذا مرضْت أنت أو أحد إخوتک.. کیف تسهر أمُّک معکم، وکیف یأخذ أبوک أَحدکُم الى الطّبیب ویشتری له الدّواء؟ إنّهما یفعلان ذلک حبّاً لکم ورحمةً بکم. یا بنیَّ انّک تتألم اذا رأیت إنساناً حزیناً یبکی ویصرخ، فتعمل على مساعدته، وتخفیف آلامه، عطفاً علیه، ورحمةَ به. أیُّها الطالب الذّکی هل رأیت الطّیور کیف تحب صغارها، وتجلب لها الطعام والشراب، وتضعه فی أفواهها؟ هل رأیتها کم تتألم وتتأذى اذا هاجم أفراخها طیر، أو حیّةٌ لتأکلها؟ إنّها تحب أبناءها وترحمهم وتدفع المکروه عنهم. إنّ هذه الرحمة فی نفوس الآباء والأمّهات والنّاس جمیعاً من الانسان والحیوان هی من الله سبحانه.. فهو الذی خلق هذه الرَّحمة، وهو الذی علّم الحیوان کیف یرحم صغاره. إنّ خالق الرَّحمة فی نفس الانسان والحیوان هو الله سبحانه، وهو الرّحمن الرّحیم الذی یحب خلقه ویرحمهم، لذلک خلق الحبَّّ والرّحمة فی النّفوس، لیرحم الناس والحیوان بعضهم بعضا. وإنّه أکثر حباً لنا ورحمة بنا من والدینا وأهلنا. إنّه خلقنا ورزقنا الطّعام والشّراب والهواء ونحن فی بطون امهاتنا وبعد ولادتنا. وخلق لنا الدواء لنعالج به مرضنا ونخفف آلامنا.. وبعث الینا الأنبیاء لیعلّمونا طریق الخیر ویبعدونا عن الشّر والفساد، لیدخلنا الجنّة ویبعدنا عن النار والعذاب. وإذا أهدى لک أحد والدیک أو أقربائک هدیة فانّک تفرح بها وتشکره علیها. إننا جمیعاً نشعر أن من یعمل المعروف لنا یستحق شکرنا، فنشکره على احسانه ومعروفه. إنّنا نشعر بفضل والدینا علینا، اللّذین ربّیانا وسهرا اللّیالی من أجلنا.. ونشعر بفضل معلّمنا الذی علّمنا وأدبنا الآداب الحسنة.. ونشکر أصدقاءنا الذین یساعدوننا.. وإذا کنا نشکر هؤلاء الناس، ونعترف لهم بالفضل والاحسان.. ونرى من الواجب علینا أن نحسن الیهم، وأن نشکرهم، وأن نجازیهم على عمل الخیر.. فعلینا أن نفکّر أن خالقنا الذی خلقنا ورزقنا، وخلق والدینا وأعطانا کلّ هذه النّعم الکثیرة والصّحّة یستحق الشّکر والعبادة. لذا فنحن نشکر الله ونعبده وحده.. لأنه هو وحده الذی خلقنا ورزقنا وأنعم علینا. ومن لایعبد الله ولایشکره فهو انسان سیئ یقابل الاحسان بالاساءة.. فهل یرضى إنسان عاقل أن یسیء إلى من یحسن إلیه، ومن یساعده ویعطیه ویعطف علیه..؟ | ||
الإحصائيات مشاهدة: 2,350 |
||