الماء .. نعمة إلهیة کبرى

مریم هادی

رسوم: الهام اسیوند

 الماء نعمة إلهیة عظیمة، فلولا الماء لما قامت الحیاة على الارض، والله تعالى یقول فی قرآنه الکریم إنه خلق الانسان والنبات والحیوان من الماء.

وبدون الماء، تموت الحیوانات عطشاً، ویکون مصیر النباتات والأزهار، الجفاف والذبول.

الاشجار تتحول إلى حطام، والغابات تتبدل الى أعمدة خشبیة جوفاء، وتختفی الفواکه من الوجود.

واذا جفت الانهار والبحار، تموت الاسماک والحیوانات البحریة الأخرى، ولاتتشکل الغیوم وتختفی الامطار، وترتفع درجة حرارة الهواء.

والانسان بلاماء، لایمکنه العیش أبداً، وسوف یموت من العطش، وتصبح حیاته جحیماً لایطاق، لأنه بحاجة ماسة الى هذا العنصر الحیاتی الضروری لتطهیر جسمه من الاوساخ والمکروبات، وکذلک غسل ملابسه وأدواته وأشیاءه.

ولکن الله لم یترک مخلوقاته تعانی من فقدان هذه المادة الجوهریة فی الحیاة، إذ هیأها من خلال البحار والانهار والعیون وکذلک الأمطار. هذه النعمة الوفیرة، علینا أن نستغلها دون إسراف وتبذیر.

فعندما نتوضأ، ینبغی أن لاندع الماء یذهب هدراً، ویکفی إناء ماء واحد لتنظیف أسناننا، وفی الحمام یجب أن لانجعل حنفیة الماء مفتوحة دوماً، وکذلک فی المطبخ علینا أن ننبّه أمهاتنا بأن لایترکن الماء جاریاً فی المغسلة بلافائدة، فقطرات الماء اذا إجتمعت، تصبح بحراً کبیراً.

ولنفکّر جیداً، کم هذا الماء الإضافی، یسد ظمأ العطاشى، ویسقی الارض الجرداء، لتنبت زرعاً وفواکه متنوعة؟ وتصبح الصحاری، غابات وفیرة ذات خضرة یانعة وبهجة تسرّ الانظار.

ولننصح رفاقنا وزملاءنا أینما کانوا، بأن لایهدروا من الماء ولاقطرة واحدة، لأن الماء أساس الحیاة وبهائها، وهو نعمة إلهیة کبرى.