بائعة الکبریت والبرد القارص | ||
بائعة الکبریت والبرد القارص ترجمة:اسراء الحسینی رسوم: امیر حامد کانت لیلة السنة المیلادیة الجدیدة، والفتاة البائسة الجائعة، ترتجف من البرد، تتجول فی الأزقة المظلمة لتبیع الکبریت، إلا إنها فی هذا الیوم لم تبع ولاعلبة کبریت واحدة، ولم تکسب ولاقطعة نقدیة واحدة أیضاً. کانت حبیبات الثلج تتساقط فوق رأسها وهی تتجول بین المنازل ذات الفوانیس اللامعة، وروائح الکباب تزید من جوعها الشدید. جلست الفتاة تحت سقیفة أحد المنازل، ووضعت یدیها على رکبتیها، عسى أن یسری الدفئ الى جسمها المرتجف، اذ لیس لدیها جرأة للعودة الى المنزل، خوفاَ من محاسبة أبیها لها وهی التی لم تبع ولاعلبة واحدة. کانت یداها متجمدتین، توقعت لو إنها أشعلت عود ثقاب واحد لاستطاعت تدفأتهما، أما وللأسف، إنطفأ عود الثقاب، وعاد البرد یسری إلى یدیها، فأشعلت عود ثقاب آخر، فرأت من خلال ضوئه الباهت، وعبر شباک أحد المنازل، منضدة علیها مختلف الاطعمة واللحوم المشویة والفواکه المتنوعة، فزاد لهاثها للأکل، إلا ان إنطفاء عود الثقاب، جعل الظلام یلف المکان من جدید. أشعلت الفتاة الصغیرة عود ثقاب آخر، فتخیلت نفسها فی غرفة ذات زینة وهی تجلس تحت شجرة عید المیلاد، وحولها دمىً وألعاباً وهدایا جذابة. انطفأ عود الثقاب بعد لحظات، لتستیقظ من أحلامها وتکتشف انها مجرد خیالات لاأساس لها من الحقیقة والواقع. أشعلت الفتاة، عود ثقاب آخر، فرأت نجماً ینطفأ فی السماء، فأحست ان إنسان سوف یموت بعد فترة قلیلة حسبما قالت لها جدّتها الرحیمة معها على الدوام دون الآخرین، ولم تمض سوى لحظات حتى شاهدت جدتها أمامها حیث ابتسمت کعادتها ووضعت یدها فوق رأسها وهی تضحک فی سرور، صاحت الفتاة: جدتی، خذینی معک، فاذا انطفأ عود الثقاب، ستترکینی وحدی فی هذا المکان الموحش. عندما ألقت الفتاة البائسة، تلک الکلمات، أشعلت کل عود الثقاب المتبقیة دفعة واحدة، فاصبح الجو مضیئاً بنور باهر فاحتضنتها جدتها، وهما الاثنان یبتسمان بکل حبور، وانطلقا نحو السماء، حث لاوجود للبرد والجوع والألم. | ||
الإحصائيات مشاهدة: 2,875 |
||