النحلة الدؤوبة والفراشة المغرورة | ||||
PDF (391 K) | ||||
فی أحد الحدائق الکبیرة عاشت فراشة جمیلة، لکنها کانت وللأسف مغرورة، وذات یوم حطت الفراشة علی وردة لم تتفتح کلیا اذ کان الصباح باکرا ً، سمعت الفراشة طنینا ً یخرج من داخل الوردة وسرعان ماخرجت من داخلها نحلة یبدو علیها النشاط والحیویة، قالت النحلة للفراشة:السلام علیکم أیتهاالفراشة الجمیلة! فردت الفراشة:وعلیکم السلام أیتها النحلة المسکینة! فقالت النحلة:لماذا وصفتنی بالمسکینة یاعزیزتی؟ فردت الفراشة:لأنک تبذلین فی جمع العسل کل هذا التعب والعناء ویأتی الإنسان لیأخذه منک حاضرا. عندها ردت النحلة:أنا سعیدة بعملی، الإنسان أیضا ً یهتم بالزهور التی أمتص منها الرحیق ، ثم إن صنع العسل المفید نعمة أنعمها الله علی. فردت الفراشة وهی تضحک بسخریة:(وماذا بعد أیتها النحلة الحکیمة)؟! عندها یا أحبتی نفذ صبر النحلة وقالت:العمل مهما کان متعبا ًأفضل من التسکع من زهرة الی زهرة. فردت الفراشة بغضب:ماذا تقصدین أیتها الحشرة القبیحة؟
ثم علا صوتهما فمر أحد حراس مملکة النحل وقال:ماذا جری أیتها الحشرتان ؟!فقالت النحلة:(حشرة مغرورة بجناحیها)فردت الفراشة:(لقد غضبت النحلة حین أخبرتها بأنها قبیحة ...أنظری الی بدنک المخطط) فأجابت النحلة:(أن أکون مخططة ومفیدة أفضل من مما لو کنت جمیلة ولکن عدیمة الفائدة).فقال حارس المملکة:(إهدءا أرجوکما ...لاداعی لکل هذا الکلام البذیء والعراک. أود أن أقول للنحلة إن الله إن أنعم علیک بانتاج العسل وأنعم علی الفراشة بالجمال، فهی تزید من جمال الحدیقة، کما أنها تساعد فی نقل حبوب اللقاح الذی تنمو منه الفواکهة والخضروات، أما....)ولم تدع الفراشة الحارس یکمل کلامه بل قاطعته قائلة للنحلة:(أرأیت أیتها النحلة البائسة لقد شهد الحارس بأنی جمیلة)!وطارت الفراشة المغرورة وهی مغمضة عینیها وقالت:(آه لیتنی أعیش فی حدیقة خالیة من النحل وطنینه المزعج) وفجأة شعرت بانها علقت ولاتستطیع الطیران ففتحت عینیها فاذا بها تجد نفسها قد وقعت فی مصیدة عنکبوت کبیر وهاهو العنکبوت یقترب منها لیصطادها، مالبث أن أمسکها من أحد جناحیها، لکنها استطاعت أن تفلت منه وبسبب جناحها الممزق فقدت توازنها وسقطت، وبعد لحظات مر طفل صغیر وحملها ورکض مسرعا ًالی أمه فقالت الفراشة: (سوف أموت بین یدی هذا الولد).
-أنظری یاأمی الی هذه الفراشة. -کم مرة قلت لک لاتؤذی الحیوانات. -دعینی ألعب بها یأمی، فهی مجروحة وسوف تموت علی کل حال. - أعدها الی الحدیقة لعلها تشفی . _أمی ...دعینی ألعب بها..أرجوک. -ثابت!أعدها الی الحدیقة، هل ترضی لوأنک جرحت یعاملک الأقوی منک هکذا؟ أعدها بسرعة! أعادها الولد الی الحدیقة ووضعها علی الزهرة صباحا ًفراحت الفراشة وإن کانت یائسة من شفاء جناحها،وقالت فی نفسها:( کم کنت مغرورة بنفسی آه... جناحی یؤلمنی)شعرت الفراشة بالألم والبرد لکن المساء حل وأغلقت الوردة نفسها فشعرت الفراشة بالدفء. فی الصباح الباکر استیقضت الفراشة وهی تئن وبینما هی تتألم مرت النحلة، فقالت الفراشة فی نفسها (حتما ستشمت بی وتسخر منی انتقاما ًعلی کلامی غیر المهذب الذی قلته بالأمس) هکذا توقعت الفراشة یا أحبتی، وأنتم ماهو توقعکم لردة فعل النحلة ؟!ماذا ؟عکس ماتوقعت الفراشة؟ تعالوا نتابع القصة لنعرف:إقتربت النحلة من الوردة وقالت ماذا جری لجناحک أیتها الفراشة العزیزة ؟ وتحدثت لها الفراشة لما جری لها وتألمت النحلة لما وقع للفراشة،وقالت:لاتقلقی یاصدیقتی سوف أجلب لک قلیلا ًمن العسل .فردت الفراشة وهی تشعر بالخجل:(شکراً لاداعی لأن تتعبی نفسک )فقالت النحلة:(یجب أن تتغذی لتتماثلی للشفاء باذن الله)؛ ثم طارت مسرعة ومالبثت أن عادت وهی وقد ملئت فمها بالعسل وأشارت للفراشة بأن تفتح فمها ففتحت الفراشة فمها وألقمتها النحلة العسل، ومرت الأیام والنحلة تزور الفراشة التی بدأت تتماثل للشفاء وتطعمها العسل، وکانت تزورها أحیانا مع بقیة عاملات الخلیة وکن یضحکن ویتحدثن معها لکی لاتشعر بالوحدة،وذات یوم نادی أحد حراس الخلیة نحلتنا الوفیة وقال لها بان هناک فراشة تنتظرها عند الباب الشرقی للمستعمرة، وخرجت النحلة ولم تصدق مارأت عیناها:الفراشة تطیر فی الهواء وقدشفیت تماماً، فرحت النحلة وقالت :الحمدلله لقد شفیت یاصدیقتی !فأجابت الفراشة بخجل والفضل بعد الله یعود لک، الیوم جئت أشکرک علی إحسانک إلی، وأعتذر علی غروری ، لقد تعلمت منک أن الأخلاق والمعاملة الطیبة أجمل من کل شیء. | ||||
الإحصائيات مشاهدة: 5,723 تنزیل PDF: 1,647 |
||||