من معالم التأریخ الإیرانی:

 قصر ((عالی قابو)) فی أصفهان

صادق حیدری

رغم أن أصفهان مدینة قدیمة، إلا أنها دخلت عصرها الذهبی منذ أوائل القرن الحادی عشر الهجری، عندما نقل الشاه عباس الصفوی عاصمته من قزوین الى أصفهان التی کانت آنذاک فی مرکز النفوذ الصفوی. وقد نتج عن هذا الانتقال عملیة تحدیث للمدینة کلها تقریباً. ومن بین ما حظی بالاهتمام حدیقة ((نقش جهان)) المشهورة، التی سمیت فیما بعد ((بباغ شاه)). وإلى جانب هذه الحدیقة المستطیلة الشکل، یوجد قصر صغیر، خضع لعملیات توسیع وتعدیل، وأضیفت فوقه ثلاثة طوابق جدیدة.

وفی تلک الحدیقة أیضاً شیّد الشاه عباس قصراً خاصاً به، وإلى جانبه أنشأ بیت ((الحریم الملکی))، ثم نقل إلى القصر مقرّ الوزارة والمکاتب الخاصة، وسمی مجموع هذه الأبنیة ب ((عالی قابو)) أو ((الباب العالی ))یتألف قصر ((عالی قابو)) من ستة طوابق، وسطح المبنى یشرف على ساحة أو حدیقة) ((نقش جهان))، وأصفهان التاریخیة کلها.

مدخل القصر:

 یضم ((عالی قابو)) عدداً کبیراً من الغرف الصغیرة بعضها للحرس، وأخرى لاستقبال الضیوف، وهی من الکثرة بحیث أن فی القصر 500 باب)).

لاتتجلى روعة القصر من منظره الخارجی فحسب، بل من الفنون المستخدمة فی الداخل ، مثل التصامیم الفنیة والرسوم والزخارف والألوان المُستخدمة للرسم، إذ یشکّل کل ذلک مناظر تفتن العیون. الجدران کلها من ذهب، ولوحات تضم الزهور والأغصان، وصور الحیوانات المفترسة والطیور.

شُیدت فی الطابق العلوی للقصر، صالة کبیرة تمتد على عرض القصر، مطلّة على ساحة ((نقش جهان))، ومفتوحة من ثلاث جهات، لتشکل ما یشبه الشرفة الکبیرة.

فی وسط الشرفة هناک حوض من المرمر یتصل ب ((نافورات میاه)) موزعة بین الأعمدة، وهناک أجهزة تضخّ میاه العیون فی أنابیب هذه النافورات.

الطابق السادس:

یضم الطابق السادس من قصر ((عالی قابو)) صالة کبیرة للضیافات الرسمیة، وهی من أکبر صالات القصر، نحتت على جدرانها صور الأنواع الأوانی والأباریق.