حسن الجوار.. من أسباب التماسک الاجتماعی | ||
حسن الجوار.. من أسباب التماسک الاجتماعی
فاطمة الحسناوی جاء یوم السفر فخرج من البیت یحمل حقیبته ومتاعه، وقد وقفت عائلته المکوّنة من زوجته، وأمّه وأبنائه الصّغار خلف باب الدار وهم ینطقون بکلمات الوداع، فالتفت خالدٌ فرأى أمّه وقد امتلأت عیناها بالدموع فقال لها بصوتٍ حزینٍ: ((ادعِ اللهَ لنا یا أمّ محسن)). فقالت له: تذکّر یا بنیّ أنّک ستغیب عنّا ونحن لا حول لنا ولاقوّة. ردّ محسن قائلاً: إذا مسّکم الضُّرُّ فاسألوا الله من فضله، وإذا دعت الحاجةُ إلى العون فعلیکم بجارنا رحیم فهو رجلٌ میسور الحال وهو یعرف حقّ الجوار فی الإسلام، ویقضی الحاجات. سافَرَ محسن إلى خارج البلد راجیاً من الله أن یعود إلى عائلته، ووطنه بالرزق الوفیر، وفی أثناء غیابه أرسل جارهُ رحیم من یسأل أم محسن عن أحوالهم وما یحتاجون إلیه ولمّا علم رحیم أنّ حال عائلة جاره الغائب تستدعی المساعدةَ والعون خرج إلى السوق، ورجع بتمویل کامل لبیت محسن، وعند حلول عید الأضحى بعث إلیهم بنفقة العید. انتهت الرحلة، فعاد محسن بتوفیق من الله إلى الوطن بعد غیبةٍ طویلة غانماً مسروراً بما جلبه من رزقٍ أنعمه الله علیه. استقبلت العائلة محسناً بفرح وشوقٍ، حامدةَ الله على عودته سالماً، فأخذَ محسن یستفسر من زوجته، وأمّه عن معیشتهم فی أثناء غیابه، فأجابت الزوجة: أحسنّا الظّنّ بالله فکان الله عند حسن ظنّنا به، وأحسنا الظنّ بجارنا رحیم فکان نعم الجار. سمع محسن صوت طرقات على باب الدار فإذا جارُهُ رحیم قد جاء کی یسلّم علیه، فتعانقا، ورحّبَ به أشدِّ الترحیب ودعاه للدخول إلى الدار، ثمّ قال له: لقد کنت نعم الجار، فجزاک الله خیر الجزاء فی الدنیا والآخرة.
| ||
الإحصائيات مشاهدة: 2,429 |
||